الحياة ابتكار

أ. يوسف الشمري يوليو 02, 2024 يوليو 02, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

 الحياة ابتكار



الحياة عمل دؤوب مستمرّ لا ينقطع، ولا يتوقف، وبدون العمل والمثابرة يتراجع ركب الحضارة، ولكن العمل يجب أن يكون مبنياً على العلم والمعرفة، وعلى خطوات مدروسة، فلا مكان للعشوائية في عالم قائم على الحداثة والتطور، ولا يتسنى لك السَّبقُ أيُّها الإنسان إلا بالابتكار والتجديد في كافة مجالات السعي والعمل، وأخص بالذكر مجال التربية والتعليم، فهو من أهم الأسس التي تقوم عليها الأمم، وتنهض المجتمعات، والابتكار والإبداع فيه أمران في غاية الأهمية، ومن أحد أسباب الفشل التعليمي هو عدم مجاراة الزمن، والتمسك بطرق قديمة لا تتناسب مع عقول الأجيال الطالعة، وهنا يبرز دور المهتمين والمختصين والمشرفين على هذا المجال، ومدى قدرتهم على الابتكار في أساليب التعليم، وتكوين نظريات مهمة نابعة من تجارب الواقع، وهنا نقف أمام صنفين من العاملين في الجانب التربوي، فمنهم من يبتكر ويولِّد أشكالاً رائعة، ونظريات واقعية صحيحة صرف في سبيل ذلك كثيراً من الوقت، والجهد، والسهر، وكل همه هو تكوين جيل متعلم يتقن المهارات التي يتطلبها عصره، ثم يبدأ بمراقبة تأثيرها على المتعلم، ووضع الملاحظات عليها، حتى يتلافى الأخطاء، وينقِّها من الشوائب، فتغدو تامة مفيدة، وهناك قسم آخر من التربويين لا يشغل باله في التفكير لمعرفة السبيل الأمثل لإيصال المعلومة لطلابه، ولا يبذل ذلك الجهد الوافي للوصول إلى أشكال خلّاقة، وعوالم رائقة للتعليم، ولكن يكتفي بتطبيق نظريات المبدعين والمبتكرين كما هي بلا تحريف، أو تحوير، أو تعديل يلائم واقعه، ومن هنا نجد فرقاً كبيراً بين هذين الصنفين من التربويين في المستوى العلمي، والوجداني، وعلى مستوى الإخلاص لهذه المهنة السامية النبيلة، وحريّ بنا أن نرفع القبعة، ونقف باحترام وتبجيل لمَن ينتمي إلى الصِّنف الأول أصحاب الضمائر الحيّة، والهمم النشيطة، ولا بدّ لنا أيضاً أن نرسل همسة عِتَب ونصيحة محبة لمَن ينتمي للصنف الثاني، بألّا يكونوا منفعلين، بل فاعلين، وأن يوسّعوا مداركهم، ويعمّقوا أفكارهم، ويعملون على إيجاد أفكارٍ جديدة تجدّد علاقتهم مع الطلاب، فهم جزء أساسي من سلسلة التعليم التي لا يصحّ بأيّ حال من الأحوال أن يلحق ضعف أو خلل بإحدى حلقاتها.

فهيّا بنا نحو علم مبتكر، واكتشافات لا مثيل لها في طرق التربية والتعليم، فهذا ما يجعلنا نملك جيلاً تفاعليّاً يقدِّم ألواناً من الحضارة رائعة جميلة بهية.


شارك المقال لتنفع به غيرك

أ. يوسف الشمري

الكاتب أ. يوسف الشمري

twitter instagram telegram

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

1113363916006075119
https://www.teacheryousef.com/