لغتي وأفخرُ إذ بُليتُ بحبِّها

أ. يوسف الشمري يوليو 13, 2024 يوليو 13, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

  لغتي وأفخرُ إذ بُليتُ بحبِّها



لكل أمة مقومات تعتز بها، وتفتخر بانتمائها إليها، وتتباهى بأنَّها تمتاز عن غيرها بها، وتعدُّ اللغة العربية أحد أهم المقومات التي تجمع أبناء العروبة من المحيط إلى الخليج، وعلى امتداد مساحته الكبيرة الممتدة على أربعة عشر مليون كيلو متر مربع،  كما أنَّ الله سبحانه وتعالى اختارها من بين كل اللغات؛ لينزل كلامه من خلالها على البشرية، فيكون برداً وسلاماً وهداية للناس أجمعين، وهي جزء أساسي لا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عن حضارة العرب وثقافتهم التي بدأت تتفتح منذ بزوغ فجر التاريخ، فوجدت في هذه اللغة العظيمة الفارهة ضالتها، ومبتغاها، وخير مُعبِّر عن مكوناتها الثقافية، والعلمية، والإنسانية، وقد شكلت عاملاً مهماً من عوامل توحيد الشعوب العربية، فاللسان واحد، وجميع من ينتمي إلى العروبة يتحدث لغة واحدة يتواصل بها مع أشقائه في أي بلد عربي سواء بَعُد أو قرُب، وهي الحضن الدافئ التي حوت جميع مكونات الحضارة المتعاقب، ولم تعجز يوماً من الأيام عن التعبير عن أية مفردة، أو اكتشاف جديد، أو اختراع حديث، فهي مرنة متجددة تنفض عن كاهلها غبار التعب دائماً؛ لتبدو شابة فتية في كل الأوقات ومتألقة جميلة تختال بأساليب بلاغية عديدة اكتسبتها عبر تاريخها الطويل العميق الضارب بجذوره في أعماق الدهر، وهذه الأساليب لا يمكن لأسطر قليلة أن تُعبِّر عن مدى أهميتها، ومكانتها، فلو كتب في ذلك مجلدات وأبحاث طويلة لما كفتها قيمتها وحقها.

وحري بأبنائها أن يعتزوا بها، ويقدروها حقّ قدرها، وأن يعشقوها عشقاً لا مثيل له، ويحافظوا عليها، ويتكلموا بها، وتكون اللغة التي تكتب بها علومهم ومنهاج دراستهم في المدارس والجامعات، وأن يكونوا حذرين جداً من محاولات البعض تعزيز اللغات العامية، وتمكينها على حساب الفصحى؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى إضعاف أهم حلقة وصل بين الأشقاء، وبالتالي تكريس التفرق، والتشتت، ولا بد أيضاً أن يكون لسان حالهم قول الشاعر:


لغتي وأفخرُ إذ بُليتُ بحبِّها                          فهي الجمالُ وفصلُها التّبيانُ

عربيةٌ لا شكَّ أنَّ بيانَها                                متبسمٌ في ثغرِهِ القرآنُ


كما يجب على العرب أن يلقّنوها لأطفالهم منذ بداية تكون الوعي لديهم؛ ليكبروا على حبِّها، وعشقها، ويكونوا حصناً حصيناً، وحرزاً حريزاً يدافع عنها ويصونها؛ لتبقى أمة اللغات بلا منازع.


شارك المقال لتنفع به غيرك

أ. يوسف الشمري

الكاتب أ. يوسف الشمري

twitter instagram telegram

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

1113363916006075119
https://www.teacheryousef.com/?m=1