كن أكثر فاعلية

 كن أكثر فاعلية

إنَّ التعامل مع الحياة فنٌ حقيقي عليك أيُّها الإنسان أن تتقِنَ هذا الفنَّ، وتكون قادراً على تركِ بصمة جميلة فيما حولك، ولكي تصل إلى ذلك لا بدَّ أن تكون أكثر فاعلية وقدرة على التأثير في المجتمع، فالفاعلية المجتمعة أساس تبني عليه حياتك، ويحتاج منك وعياً بذاتك، وثقةً بقدراتك على تحريك الإمكانيات المعرفية والسلوكية؛ لتصل إلى النجاح، فالفاعلية ترتبط بالمخرجات والنتائج التي تم تحقيقها، وهي تنقلك إلى عالم مليء بالطاقات الإيجابية، والسعادة النفسية، وتبعدك كلَّ البعد عن الانطواء، والانعزالية، والتقوقع في حيز ضيق، كما أنَّها تفتح أمامك ساحات من الأمل، والتفاؤل، والحيوية، فتصبح الحياة بما فيها من مَشاق وصعاب سهلة، لينة، منفرجة، لها الكثير من الإيجابيات، ومن أهم الأسباب التي تساعد المرء على أن يكون أكثر فاعلية هي:  

1– العلم النافع: يعدُّ العلم النافع ينبوع الفاعلية الأول، فهو أشبه بنهر متدفق يغذي أشجار الفاعلية؛ ليصنع منها ظلاً وارفاً يستظلُّ به كلّ مَن يتعامل مع صاحبه. 

2– الثقة بالنفس: تعدُّ الثقة بالنفس أساساً متيناً لا مَفرَّ للمرء من التّحلّي به؛ لأنَّه يمنح صاحبه دفعاً كبيراً إلى الأمام، وقدرة عظيمة على تجاوز المشاكل التي تعترض طريقه، وعلى تصحيح الأخطاء التي قد يقع الإنسان بها. 

3– الوعي الفكريّ: وهو القدرة على تحكيم العقل بشكل صحيح في أمور الحياة، وبقدر امتلاك الإنسان وعياً فكرياً ناضجاً بقدر ما يصل إلى تفاعل ثَرٍّ وغزير مع المجتمع من حوله. 

4– بناء الأسرة السليمة: إنَّ الإنسان أول ما ينشأ في الأسرة، ومنها يكتسبُ الكلمات الأولى والتواصل الأول مع مَن حوله، فعلى الآباء أن يزرعوا في أبنائهم ثقافة الفاعلية، ويحثوهم على التأثير في المجتمع، ويساعدوهم على تنمية القدرات العلمية، والعقلية، والفكرية. 

وخير مثال على الفاعلية ما يجري في المعامل والمصانع اليابانية، فهم يعتمدون بشكل أساسي على الفاعلية التي تتشكل بين جميع العاملين إداريين، وعمَّال، حيث يتم التعاون؛ للوصول إلى فاعلية ناجحة في كل خطوة من خطوات العمل، وفي كل مرحلة من مراحل التصنيع، فيقومون بعمل صحيح باستخدام وسائل صحيحة، ويفصلون بشكل واضح بين العمل والأمور الشخصية. 

وخلاصة القول: إنَّ الفاعلية هي التي أوصلت الإنسان إلى ما طمح إليه في الماضي، وما يطمح إليه في الحاضر، والمستقبل، فعلينا جميعاً أن نمتلك هذه الصفة وننميها في ذواتنا، وعلى كل صاحب قرار في أي دولة من الدول أن يتخذ كل الإجراءات الممكنة؛ لتعزيز الفاعلية، وجعلها أولوية في الحياة.