العقل

أ. يوسف الشمري يوليو 05, 2024 يوليو 05, 2024
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

 العقل



الإنسان هو المخلوق الأسمى الذي جعله الله تعالى خليفته في الأرض، وذلّل كل المخلوقات لخدمته، وتحت تصرفه، ومنحه نعمة لا يمكن أن تدانيها نعمة، أو يسايرها عطاء إنها "العقل"، ذلك الجزء الصغير حجماً، والكبير فعلاً، طوله يقاس بالسنتمترات، لكن يسع الكون كله، ومنه تتولّدُ عوالِم لا حصر لها، وبفضله تطور الإنسان وبنى الحضارات، وابتكر واخترع وأسس لنظم متجددة متعاقبة، حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم، أما باقي المخلوقات الحية من نبات وحيوان فقد حافظت على نظامها الحياتي ولم يحدث فيه أيّ  تطوُّر بل بقيتْ كما خلقها ربها لأنها لا تمتلك عقلاً يوجّه تصرفاتها فظلت تتعايش بالغرائز وتسير وفق ما تُمْليه عليها.


لكن هذا العقل البشري المكون من تلافيف دماغية أدت إلى تعرُّف الإنسان إلى بارئه، وأنه لا بدّ لهذا الكون من خالق يُسيِّر وينظم كلّ حركاته وسكناته، ويوجّه سلوكَ العقل ليكون أداة للتعمير بدل التخريب، وعاملاً أساسياً للرقيّ الأخلاقي. وأمام كل ذلك كان لازماً علينا نحن البشر أن نرفده بالمقومات المناسبة لتنميته علميّاً، وفكريّاً، وأخلاقياً، وحكمةً ومن تلك المقومات:


1- العِلم: وهو أبرز ما يغذي العقل وينميه ويسمو به إلى أعلى المراتب حتى يكاد يزاحم نجوم السماء، ويتجاوزها قدراً وقيمةً، فهو أشبه بالماء العذب الزلال الذي يروي أرضاً جافةً فيحيلُها خصبةً معطاءة ذات خير عميم، وظلال وارفة.

2- التعرف على كل جديد في الحياة؛ وذلك لمواكبة العصر، وعدم الوقوف خارج الصف والتغريد بعيداً عن سرب التمدّن.

3- التّحلي بالأخلاق الفاضلة، والالتزام بالمبادئ السامية؛ لأن العقل إذا لم يكتمل بناؤه بالأخلاق الحميدة سوف يصبح سلاحاً خطيراً يهدد البشرية، وهذا ما نراه ونشاهده، فقد اخترع الإنسان أسلحةً مدمرة تكفي لتدمير الحياة عدة مرات، فالعقل والأخلاق خيوط متراكبة متمازجة تنسجم معاً حتى نرى نتاجاً عقلياً متزناً ومتوازناً ومنسجماً لا تعتريه شائبةٌ، ولا يصيبه نقص أو عيوب.

وهناك المزيد والمزيد من العناصر التي تساهم في رسم سياسية العقل، وتجعله أهم ركن من أركان الحضارة الخلَّاقة؛ لذا يجب أن نحافظ على هذه النعمة، ونغذيها بكل جديد وحميد؛ كي توصلنا إلى مصافي النجوم، وكما قال أبو الطيب المتنبي مادحاً رجاحة العقل:


-      فشاورِ العقلَ واترُكْ غيرَهُ هدراً       فالعقلُ خيرُ مُشيرٍ ضَمَّهُ النادي


شارك المقال لتنفع به غيرك

أ. يوسف الشمري

الكاتب أ. يوسف الشمري

twitter instagram telegram

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

1113363916006075119
https://www.teacheryousef.com/?m=1