أطعموا المعلمين قبل أن يأكلوا الطلاب
ملخص كتاب أطعموا المعلمين قبل أن يأكلوا الطلاب:
عنوان غريبا بعض الشيء لدى بعض الأذهان إلا أنه كتاب قيم من الإصدارات المترجمة لمكتب التربية العربي لدول الخليج ، مؤلفته ( نيلا أ. كونرز) قام بتعريبه كل من: الدكتور خليفة السويدي من كلية التربية بجامعة الإمارات والدكتور علي الهاشمي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة صفاقس الجنوب في تونس.
هذا الكتاب يتحدث عن موضوع مهم وهو القيادة الناجحة في التعليم دلیل عملي للإداريين والمعلمين.
موجه إلى القياديين والإداريين من مدراء ومدراء مساعدين ورؤساء أقسام وكل الأش التواقين إلى تأسيس مناخ إيجابي يحس فيه المعلم بالتقدير والاحترام.
يتكون الكتاب من ثمانية فصول :
الفصل الأول : قائمة الطعام :
" أفضل معلم هو ذاك الذي لا ينسى معنى أن يكون تلميذاً ،
وأفضل إداري هو ذاك الذي لا ينسى معنى أن يكون معلماً "
يبين هذا الفصل أن المعلم الناجح يقوم بدوره كاملاً ويجب عليه تفهُّم البيئات المختلفة، مراعاة أحلام الطلبة .
وأن سر المدارس المتميزة يكمن في القيادة الناجحة ، وهي القيادة التي تحمل رؤية وتغذي المعلمين باستمرار وتوفر بيئة تحث المعلم على العمل كمدرب.
بينما القائد المؤثر والناجح هو الذي يوجه ويتواصل ويشجع ويغامر .
الفصل الثاني : الحاجة إلى التغذية :
" مفهوم القيادة أن تحقق ما تؤمن به " رولاند بارت
يستعرض الكتاب خمسين سمة للقيادة الناجحة، نذكر منها على
سبيل المثال:
1- نسبة تغيب المعلمين لدى القادة الفعالين متدنية.
2- القائد الفاعل يحمس المعلمين على القيام بما يرونه أفضل لمهنتهم ومدرستهم وطلبتهم.
3- القائد الفاعل يخصص وقتا للتخطيط والتنظيم والتنفيذ لما يحدده من مهام مرحلة.
4- القائد الفاعل يسعى باستمرار للحصول على آراء العاملين معه.
5- القائد الفاعل يجعل من المرح أحد المكونات المهمة من كل يوم.
الفصل الثالث : تهيئة البيئة ( الاستعداد لتناول الطعام ) :
يتحدث الكتاب باستفاضة عن قضية تهيئة البيئة المدرسية حتى تكون مركز إشعاع فكري وتربوي فيه تتربى العقول النيرة والبصائر الخيرة لتنطلق إلى آفاق المعمورة، ثم يستطرد الكتاب في ذكر بعض النقاط التي يعتبرها مهمة من أجل أن تكون البيئة المدرسية مهيأة لتحقيق مناخ مدرسي إيجابي، ويذكر منها على سبيل المثال:
1- الأمن: ويقصد به أن تكون البيئة المدرسية آمنة لا يشعر فيها أحد بالخوف أو القلق أو التوجس، ويذكر من ذلك الأمن الجسدي، والأمن العاطفي، والأمن الاجتماعي.
2- الاتجاهات الإيجابية: فهي مقدمة أساسية لتحقيق التميز، ولسوء الحظ فإن هناك أناسا غير قليلين يشكون من مرض تصلب النفس أو تحجر الفكر وهو سلوك لا يؤدي إلا إلى الرجعية والتخلف إن لم يكن له ما يبرره، وأجمل بالقائد أن يكون صاحب اتجاهات إيجابية .
3- العلاقات الإنسانية والنصيحة التي تقدم هنا لكي يكون الطبق الشهي محافظا على توهجه ومذاقه أن نتعامل مع الإنسان كما هو وسيصبح آنذاك على ما هو عليه، ونتعامل مع الإنسان كما يمكن أن يكون عليه وسيصبح كذلك، وهذا مفهوم حيوي ينبغي أن يفهمه القادة ويطبقونه في ممارساتهم اليومية سعيا لإيجاد مناخ مدرسي فعال.
ومن هنا فإن أفضل القادة يعملون على وجود بيئة يسود فيها الاحترام المتبادل، والثقة المهنية، والاهتمام، والرحمة، والتشجيع، وروح الفريق، لذلك فإنهم يمارسون الآتي:
- الكلمات الست الأهم: ( أحسنت هذا عمل رائع محسوب لك ).
- الكلمات الخمس الأهم: ( هذا خطأ ارتكبته وأقر به).
- الكلمات الأربع الأهم: ( ما هي وجهة نظرك ).
- الكلمات الثلاث الأهم: ( أرجو منك ذلك ).
- الكلمتان الأكثر أهمية ( شكرا لك ).
- أهم كلمة: (نحن).
- الكلمة الأقل أهمية على الإطلاق: ( أنا ).
الفصل الرابع : الإداري بصفته مجموعة خصائص :
" الإداريون البارعون مثلهم مثل الطباخين المهرة، كل منهم يقضي أوقاتا لا حصر لها وهو يجهز ويخطط ويتصور حتى قبل الشروع في إحضار الوجبة أو في التنفيذ وينصب اهتمامه في هذه الأوقات على النتائج والعملاء، ولا يتوقف عن إعادة الصياغة والبحث عن نقطة تركيز جديدة ويعود باستمرار إلى تقويم البرامج والجهود "
في هذا الفصل سنجد القيادي بصفته مجموعة خصائص حاضرا بقوة؛ حيث ترى المؤلفة أن ليس من السهل أن تكون قياديا متميزا في القرن الواحد والعشرين فهذا الأمر يتطلب مواهب ومهارات ومقدرات ومراس، وتذكر مجموعة من تلك التي ينبغي أن تتوافر في هؤلاء القياديين، ومنها:
- النظرة الإيجابية للأشياء
- الصبر والمثابرة والجاهزية.
- الإنتاجية واستباق المشكلات.
- الغرام بالوظيفة والتفاني من أجلها.
- مناهضة تسويف الأعمال وتأجيلها.
- التعامل بحذق مع ضغوطات العمل.
ومن بعد عرض هذه الخصائص وشرحها، ذكرت المؤلفة إلى أن تمتع القيادي الفاعل بكل من ( الهدف والرسالة والرؤية ) هي من الأمور التي ينبغي أن يهتم بها القياديون كثيرا نظراً لأهميتهم .
هذا الفصل يعتبر دليل متكامل للقيادي الناجح وما يحتاج إليه، أتمنى من كل قيادي قراءة هذا الفصل تحديداً .
الفصل الخامس : مقومات المدرسة الناجحة :
يناقش هذا الفصل بعض المتغيرات التي لها علاقة في تكوين المدارس الناجحة، وعن القادة الناجحين الذين يقومون بتغذية المدرسين بكل ما هو مفيد، ويريدهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لجعل تلك التجارب في متناول الجميع، كما أن عليهم أن لا يغفلوا أبدا عن إيلاء حاجات الطلبة الجزء الأوفر من حرصهم.
وقدم الكتاب نقاط مهمة للقادة الناجحين من أجل أن تكون مدارسهم ناجحة، نذكر منها على سبيل المثال:
الترويح عن النفس
بيئة آمنة وسليمة
إحساس بالمراعاة والاحترام
لجان متعاونة وبناءة
ويكثر في هذا الفصل العديد من أصناف الطعام التي يقدمها الكتاب في هذه الوجبة الشهية، وأعتقد أن المدرسة التي يوظف فيها القائد هذه الأفكار ستحقق مختلف الأطراف فيها نتائج إيجابية مشرقة، ويختم الكتاب هذا الفصل بمقولة لتوماس سيرجيو: " يصبح المدرسون أكثر التزاما وقدرة على تسيير أنفسهم عندما تصبح المدارس مجموعات حقيقية تزيح عن المدير حمل مراقبة الناس، وبقدر ما يتم التركيز على الروح المهنية تقل الحاجة إلى القيادة وبقدر ما يتم التركيز على القيادة تتضاءل الروح المهنية ".
الفصل السادس : إذا كنت لا تتحمل الحرارة فاخرج من المطبخ :
بمعنى إذا كنت غير مستعد لمقاومة الضغط والإجهاد وترويض المؤثرات السلبية فغادر ميدان العملية التعليمية إلى ميدان آخر يتناسب مع قدراتك وإمكاناتك، ويقدم الفصل السادس بعض الاستراتيجيات للقياديين الناجحين في كيفية التعامل مع الضغوطات كمحاولة إصلاح جادة قبل أن يفارقنا ذلك الذي ليس لديه قدرة على تحمل ضغوطات العمل ومؤثراته.
الفصل السابع : الخواتيم :
جاء هذا الفصل بالعديد من الوصفات الغذائية التي يمكن أن يطعم بها القياديون المعلمين كي يرفعوا معنوياتهم، وقد بلغت هذه الوصفات 148 وصفة شهية. كل ذلك من أجل الحصول على رضا وظيفي، وفي هذا المضمون تذكر مؤلفة الكتاب الآتي: " يقر القادة العظماء بأهمية الرضا الوظيفي، فالموظفون يحبون الإحساس بالتقدير والاحترام والتمكين والقيمة، وعندما يسعى القائد إلى إيجاد جو من التواصل والعناية والتعاون، وعندما يعمل على تغذية مرؤوسيه فإن نتائج مرموقة ستسجل، والقائد الإيجابي هو الذي يحرص على إحاطة مرؤوسيه علما بأن مجهوداتهم تحظى بالتقدير وأن الفشل ليس مميتا، وأن الاعتراف الممزوج بالبهجة أمر مهم ومركزي، وهذا النوع من القياديين يستحق الشكر والعرفان وهم محل احترام؛ لما لهم من قدرة على الدعم والتشجيع "
الفصل الثامن : فاتورة النجاح :
هذا الفصل جاء ملخصا لكثير من الأفكار التي سبق ذكرها في الفصول من الأول وحتى السابع، وهنا تتساءل السيدة (نيلا) عن الوجبة الفكرية كيف كانت؟ هل هي من نوع الوجبات السريعة الخفيفة، أم تجربة من النوع الذي يفيد العقل والجسم بما تحتويه من نفائس ودرر؟ هل أحدثت لديك هذه التجربة شيئا من التأمل في واقعك الوظيفي؟ هل ستحاول أن تتبنى بعض الأفكار التي قرأتها أم ستظل على سجيتك التي أنت عليها الآن؟ ألا تتجرأ فتلقى حجرا في الماء الراكد؟ هل لديك استعداد وشجاعة لخوض مغامرة التجديد المحسوبة؟ وتذكرنا أخيرا بأن هذه النصائح والتوجيهات التي قدمتها على مأدبة هذا الكتاب يمارسها في أرجاء العالم عدد كبير من القياديين البارزين الذين حققوا قصص نجاح منقطعة النظير، والخيار لك عزيزي القارئ.
كان ذلكم عرضا موجزا لكتاب ( أطعموا المعلمين قبل أن يأكلوا الطلاب ) وهذه دعوة متواضعة لكل محبي الاطلاع والبحث ولكل قائد تربوي في أي موقع كان لاقتناء هذا الكتاب والاستزادة من معارفه العميقة والاستلهام من أفكاره القيمة، وأعتقد أننا بحاجة ماسة فعلا إلى أفكار تجديدية في ممارساتنا التربوية، ألا ترون معي أيها القراء الكرام أنه من العبث أن نكرر الممارسات ذاتها يوميا ونحن لا نحصل على نتائج مرضية.
نسأل الله القبول لهذا العمل ، وأن يجعله علماً نافعاً ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه
أ. يوسف الشمري
0 تعليقات