تأثير دانينغ كروجر هو انحياز إدراكي يعتقد فيه الأشخاص أنهم أكثر ذكاءً وقدرةً من الواقع. لا يملك الأشخاص منخفضو الذكاء القدرات المطلوبة لإدراك عدم كفاءتهم من الأساس، ونظرًا إلى تدني وعيهم الذاتي وقدراتهم الاستيعابية، يبالغ هؤلاء الأشخاص في تقدير خبراتهم.
يُعَد هذا المصطلح وصفًا وتفسيرًا علميًا لمشكلة يعرفها العديد من الناس جيدًا: الأغبياء عاجزون عن إدراك غبائهم، مثلما كتب تشارلز داروين في كتابه «أصل الإنسان»: «يولّد الجهل ثقةً أكبر مما تفعل المعرفة».
سُمّي تأثير دانينغ كروجر تيمنًا بالباحثين ديفيد دانينغ وجستن كروجر، العالمين الاجتماعيين اللذين وصفا التأثير أول مرة
▪️أسباب تأثير دانينغ كروجر:
إذن ما تفسير هذا التأثير؟ هل بعض الأشخاص ببساطة أكثر غباءً ليدركوا غباءهم؟ يقترح دانينغ وكروجر أن هذه الظاهرة تنشأ مما أسمياه «عبئًا مزدوجًا»، إذ إن هؤلاء الأشخاص ليسوا فقط غير أكفاء، بل تسلب منهم عدم كفاءتهم قدرتهم العقلية على إدراك ضعفهم أيضًا.
يميل الأشخاص غير الأكفاء إلى:
• المبالغة في تقدير مستوى مهاراتهم.
• الفشل في إدراك مهارة غيرهم وخبرتهم.
• الفشل في إدراك أخطائهم وضعف قدرتهم.
أشار دانينغ إلى أن المعرفة والقدرات الضرورية لإجادة مهارة ما هي السمات ذاتها التي يحتاج إليها الأشخاص لإدراك عدم إجادتهم لتلك المهارة. لذلك، إذا افتقر شخص ما إلى هذه القدرات، يظل سيئًا في تلك المهارة وكذلك جاهلًا بضعف قدرته.
▪️افتقارهم إلى إدراك الإدراك:
يرتبط تأثير دانينغ كروجر أيضًا بصعوبات مع إدراك الإدراك (قدرة الشخص على التراجع وملاحظة سلوكه وقدراته من الخارج). غالبًا، يستطيع الناس تقييم أنفسهم فقط بناءً على وجهة نظرهم المحدودة وغير الموضوعية، لذلك يرون أنهم واسعو الاطلاع ومتفوقون على غيرهم، ولذلك يواجه بعض الناس صعوبةً في تقييم قدراتهم تقييمًا واقعيًا.
▪️هل توجد أي طريقة للتغلب على تأثير دانينغ كروجر؟
يرى دانينغ «أننا جميعًا محركات للاعتقادات الخاطئة». في حين أننا جميعًا معرضون إلى تأثير دانينغ كروجر، فإن الخطوة الأولى لتصحيحه قد تكون تعلم المزيد عن كيفية عمل أدمغتنا والأخطاء التي قد نقع فيها.
يقترح دانينغ وكروجر أنه كلما زادت الخبرة في مجال معين، تنخفض الثقة عادةً إلى مستويات أكثر واقعية. عندما يتعلم الأشخاص المزيد عن موضوع يثير اهتمامهم، يبدؤون بإدراك قلة معرفتهم وقدرتهم، ثم كلما اكتسبوا معلومات أكثر وأصبحوا خبراء في موضوع محدد، تبدأ مستويات ثقتهم بالتحسن مجددًا.
0 تعليقات